الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

عقيد الاسلام ورفع عيسى ونزوله الى الدنيا

الحمد لله الذي استأثر بعلم الساعة ولم يطلع عليها أحداً من خلقه ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أطلعه ربه على أماراتها وأشراطها حتى يكون الناس على بينة من أمرهم ، إذ تأتيهم كل حين آية من ربهم ، تنبههم من غفلتهم ، وتوقظهم من سنتهم ، ليتدبروا أمر القيامة وموقفهم فيها ، وليأخذوا حذرهم حتى لا تبغتهم الساعة وهم عنها غافلون .

بين الله تعالى لها في كتابه الكريم رفع سيدنا عيسى وأشار إلى نزوله ، واتفقت كلمة المسلمين على ذلك لأن المخبر بالرفع كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أنزل إليه الذكر ليبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون أشراط الساعة للناس ، ومنها : نزول سيدنا عيسى حكماً عدلاً مقسطاً يحكم بين الناس بشريعة الإسلام ، وبين وقت نزوله وأنه يكون في عصر المهدى بعد ظهور الدجال ، وخروج يأجوج ومأجوج في عصره ، وما يكون من أمر قتل سيدنا عيسى للدجال ودعوته على يأجوج ومأجوج فيهلكهم الله بدعوته .

ثبت هذا كله بالقرآن فيما جاء منه في القرآن ، كرفع سيدنا عيسى ونزوله ، ويأجوج ومأجوج ، وكذلك ثبت ذلك كله بالسنة وبينه العلماء ، كما ستعرف ذلك أثناء قراءتك لهذا البحث .

ولقد دفعنى إلى كتابة هذا البحث حرصى على عقيدتك أيها المسلم الكريم من قوم عمدوا إلى مخالفة الكتاب والسنة وزعموا أن مخالفتهم مستمدة من أقوال السلف وسابقي علماء الأمة الذين دان المسلمون لهم بالفضل ، ونسبوا إليهم أقوالا لم تصدر عنهم ولم يقولوا بها ، معتمدين في ذلك على قلة المراجع وندرتها بين يديك وفقدان طبعاتها وارتفاع أسعارها ، لذلك كان لا بد من المواجهة لهم وتمكينك من كشف زيفهم بأن أضع بين يديك الفصوص الدالة على عقيدتك والكاشفة لزيفهم حتى تستبين أمرهم وترسخ في نفسك عقيدتك التي ذكرها لك كتابك المجيد وبينها نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم .

وما يشيعونه الآن راجع إلى قلة علم واطلاع على ما جاء في كتاب الله الكريم وما ذكره العلماء فى تفسيره ، وما جاء في السنة النبوية ، وما بينه علماؤها في حكم الأحاديث المثبتة لذلك ، وكذلك ما جاء في كتب العقيدة وذكره أهل الفرق على اختلافهم من التسليم بهذه الأمور.

ولما كان نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان ، وخروج الدجال ، وظهور يأجوج ومأجوج ثابت بالكتاب والسنة ، فقد أجمعت كل الفرق الكلامية على ثبوتها لأنه من السمعيات التي لا مجال للعقل فيها وليست من المسائل المختلف فيها بين مدارس علم الكلام إذ لم ينقل عنهم إنكار شيء من ذلك .

وبمتابعتك لقراءة البحث سوف ترى بنفسك حقيقة الاتفاق على جميع القضايا بين الفرق كلها.

والبحث في هذا الموضوع العقدى يتطلب دراسة كاملة وواعية لأصول ثلاث :

القرآن وتفسيره .

الحديث النبوى الشريف وبيان تواتره في هذه المسائل التي هي من قبيل السمعيات ولا يوجد طريق لإثباتها أو إنكارها إلا النص .

ثم كتب العقيدة التي اشتملت على هذه السمعيات والتي لا يمكن أبداً أن تخالف أصولها من الكتاب والسنة ، إذ أن أصحابها على اختلاف فرقهم آمنوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم ولا يقبلون لأنفسهم أن يضعوا قول سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم الموحى إليه أمام فكر آخر.

نسأل الله تعالى لنا وللمسلمين أجمعين الحفظ والأمان من الزلل في ديننا ودنيانا وأن يجعلنا من السائرين فى ركاب السنة النبوية الملتزمين بها والعاملين على نشرها وبيان عقائدها فيما أمرت به ونهت عنه امتثالاً لأمر ربنا ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ سورة الحشر : الآية 7 . والله ولى التوفيق ، وهو نعم المولى ونعم النصير ؟

ضياء الكردي

مقالات ذات صلة مفيدة