الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024

رسالة في تحقيق الرابطة (٢)

وقال من أئمة الحنابلة الغوث الأعظم والإمام الأفخم سيدي الشيخ عبد القادر الجيلي قدس سره ما معناه أن للفقير أي السالك طريق القوم رابطة قلبية مع الأولياء وَيَسْتَفِيدُ مِنْهُمْ بِسَبَبِ تِلْكَ الرَّابِطةِ بَاطِنًا فَلَا بَأْسَ بِعَدَمِ اِكْرَامِهِمْ ظَاهِرًا بِخِلَافِ الاَجْنَبِيِّ الَّذِي لَيْسَ لَهُ رَابِطَةٌ مَعَهُمْ اِنْتَهَى نَقْلًا عَنِ الاِمَامِ السُّهْرَوَرْدِي فيِ بَابِ آدَابِ الْمُرِيدِ مَعَ شَيْخِهِ مِنْ عَوَارِفِهِ.

وَقَالَ مِنْهُمْ اَيْضًا الْعَلاَّمَةُ شَمْسُ الدِّينِ ابْنُ الْقَيِّمِ فيِ كِتَابِ (الرُّوحِ) َانَّ لِلرُّوحِ شَأْنٌ آخَرَ غَيْرُ شَأْنِ الْبَدَنِ وَتَكُونُ فيِ الرَّفِيقِ الأعْلَى وَهِيَ مُتَّصِلَةٌ بِبَدَنِ الْمَيِّتِ بِحَيْثُ اِذَا سُلِّمَ عَلَى صَاحِبِهَا رَدَّ السَّلَامَ وَهِيَ فيِ مَكَانِهَا هُنَاكَ اِنْتَهَى نَقْلًا عَنِ الْحَافِظِ السُّيُوطِي فيِ كِتَابِ اْلمُنْجَلِي قُلْتُ وَالنُّصُوصُ بِهَذَا الْمَعْنىَ اَكْثَرُ مِنْ اَنْ تُحْصَى وَفِيهِ دَلَاَلٌة ظَاهِرَةٌ عَلَى نَوْعِ تَصَرُّفٍ لِلأَوْلِيَاءِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَقدْ اَلَّفَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ فيِ ذَلِكَ رَسَائِلَ وَاضِحَةَ الْمَسَالِكِ فَلْيَحْذَرِ الْمُوَفِّقُ عَنْ اِنْكَارِهِ فَاِنَّهُ مِنَ الْمَهَالِكِ.

وَقَالَ مِنْ اَئِمَّةِ الْمَالِكِيَّةِ الاِمَامُ الْجَلِيلُ صَاحِبُ الْمُخْتَصَرِ الْمَشْهُورِ الشَّيْخُ خَلِيلُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى مَا نَصُّهُ: اِنَّ الْوَلِيَّ اِذَا تَحَقَّقَ وِلَايَتُهُ تَمَكَّنَ مِنَ التَّصَوُّرِ فيِ رُوحَانِيَتِهِ وَيُعْطَى مِنَ الْقُدْرَةِ التَّصَوُّرُ فيِ صُوَرٍ عَدِيدَةٍ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُحَالٍ لِأنَّ اْلمُتَعَدِّدَ هُوَ الصُّورَةُ الرُّوحَانِيَّةُ وَقَدْ اِشْتَهَرَ ذَلِكَ عِنْدَ الْعَارِفِينَ بِاللهِ نَقَلَهُ السُّيُوطِي عَنْهُ فيِ الْكِتَابِ الْمَذْكُوْرِ.

وَنُقِلَ فِيهِ ايْضًا عَنِ الاِمَامَيْنِ الْهُمَامَيْنِ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ الشَّيْخِ اَبيِ الْعَبَّاسِ اْلمُرْسِي وَتِلْمِيذِهِ اِبْنِ عَطَاءُ اللهِ الاِسْكَنْدَرِيِّ قُدِّسَ سِرُّهُمَا مَا يُقَارِبُهُ فَكَيْفَ يَسُوغُ لِلْعَوَامِ اِنْكَارُ مِثْلِ هَذِهِ الاَحْكَامِ بَعْدَ تَصْرِيحِ الاَوْلِيَاءِ الْكِرَامِ وَالْعُلَمَاءِ الأعْلَامِ الَّذِينَ هُمْ اَهْلُ الْحِلِّ وَالاِبْرَامِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَلقَّى الْعُلُوْمَ اللَّدُنِّيَّةَ بِلَا وَاسِطَةٍ مِنَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَنَامُ وَاْقتَصَرْتُ عَلَى هَذَا الْقَدْرِ مِنَ الكَلَامِ خَوْفًا مِنَ الاِمْلالِ وَالأسَامِ وَاِلاَّ لأَلَّفْتُ فِيهِ مُجَلَّدًا حَافِلًا بِعَوْنِ اللهِ الْمَلِكِ اْلمُتَعَالِ وَلَوْ لَا رِعَايَةُ الشَّفَقَةِ عَلَى الاِخْوَانِ فيِ الدِّينِ مِنْ وُقُوْعِهِمْ فيِ اِنْكَارِ طَوْرِ الاَوْلِيَاءِ الْكَامِلِينَ لَمَا اْقْدَمْتُ عَلَى اِظْهَارِ بَعْضِ هَذِهِ الاَسْرَارِ لكِنْ ألْجَأَنيِ اِلَيْهِ اَمْرَانِ الأمْرُ الاوَّل الذَّبُّ عَنِ الطَّرِيَقةِ الَّتيِ هِيَ عُرْوَةُ اْلوُصُولِ وَسُلَّمُ رِضْوَانِ اللهِ تَعَالَى وَاِتِّبَاعُ الرَّسُولِ الَّتيِ اُصُوُلهَا التَّمَسُّكُ بِعَقَائِدِ اَهْلِ السُّنَّةِ الَّذِينَ هُمُ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَّةُ وَتَرْكُ اِلْتِقَاطِ الرُّخَصِ وَالأخْذُ بِالْعَزَايِمِ وَدَوَامُ الْمُرَاَقبَةِ وَالاِقْبَالُ عَلَى الْمَوْلَى وَالاِعْرَاضُ عَنْ زَخَارِفِ الدُّنْيَا بَلْ عَنْ كُلِّ مَا سَوَى اللهِ تَعَالى وَمَلَكَةُ الْحُضُورِ الْمُعَبَّرِ عَنْهُ فيِ الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ « الاِحْسَانُ وَهُوَ اَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَاِنَّهُ يَرَاكَ». وَالْخَلْوَةُ فيِ اْلجَلْوَةِ مَعَ التَّحَلِّي بِاْلاِسْتِفَادَةِ وَالاِفَادَةِ فيِ عُلُومِ الدِّينِ وَالتَّزَيِّي بِزَيِّ عَوَامِ الْمُؤْمِنِينَ وَاِخْفَاءُ الذِكْرِ وَحِفْظُ الاَنْفَاسِ بِحَيْثُ لَا يَخْرُجُ وَلا يَدْخُلُ النَّفَسُ مَعَ الْغَفْلَةِ عَنِ اللهِ الْكَرِيمِ وَالتَّخَلُّقُ بِأخْلَاقِ اللهِ وَصَاحِبِ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ عَلَيْهِ الصَّلاُة وَالتَّسْلِيمُ

وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذَا الطَّرِيقُ بِعَيْنِهَا هِيَ طَرِيَقةُ الاَصْحَابِ الاَنْجَابِ عَلَيْهِمُ الرِّضْوَانُ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ عَزَائِمِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلِهَذَا قَالَ اِمَامُ الطَّرِيَقةِ وَ غَوْثُ الْخَلِيَقةِ الشَّيْخُ بَهَاءُ الْحَقِّ وَالدِّينِ مُحَمَّدٌ اْلبُخَارِي الْمَعْرُوفُ بِشَاهِ نَقْشِبَنْدِ قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ مَا مَعْنَاهُ مَنْ اَعْرَضَ عَنْ طَرِيَقتِنَا فَهُوَ فيِ خَطَرٍ مِنْ دِينِهِ.

وَالأمْرُ الثَّانيِ التَّحْذِيرُ عَنْ تَمْوِيهِ الْغَافِلِينَ وَتَزْوِيرِهِمْ لِئَلاَّ يُؤَدِّيَ اِلَى اِنْكَارِ هَذِهِ الطَّائِفةِ وَتَكْدِيرِهِمْ وَيَسْرِي مِنْ شُؤْمِهِ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى شَيْءٌ اِلَى بَابٍ لَا يَزَالَ ا لُفَقرَاءُ الصَّادِقُوْنَ مُتَضَرِّعِينَ اِلَى اللهِ تَعَالَى لِتَأْييِدِهِ وَبَقَائِهِ وَلِحِفْظِهِ مِنْ فِتَنِ حُسَّادِهِ وَمَكَائِدِ اَعْدَائِهِ.

وَهَذَا الْفَقِيرُ يُوصِيْكُمْ بِجَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الآدَابِ وَيُخْبِرُكُمْ بِانَّهُ يُبَرِّئُ اِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ كُلِّ مَنْ يُخَالِفُ السُّنَّةَ وَالْكِتَابَ وَلمْ يَتَّبِعْ هُدَى النَّبِيِّ وَالاَصْحَابِ وَيَأْمُرُكُمْ بِصَالِحِ الدُّعَاءِ فيِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ لِدَوَامِ تَأْيِيدِ الدَّوْلَةِ الْعَلِيَّةِ اْلعُثْمَانِيَّةِ الَّتيِ عَلَيْهَا مَدَارُ الاِسْلَامِ وَنُصْرَتِهَا عَلَى اَعْدَاءِ الدِّينِ مِنَ النَّصَارَى الْمَلَاعِينِ وَالاَعْجَامِ الْمُرْتَدِينَ اللِّئَاِم وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ فيِ البَدْءِ وَالْخِتَامِ وَاْلحَمْدُ لِلهِ الْمَلِكِ الْعَلاَّمِ.

اُحَيِّي بِأزْكَى التَّسْلِيمَاتِ وَأبْهَى التَّكْرِيمَاتِ جَنَابَ سَيِّدِنَا قِدْوَةَ الْعُلَمَاءِ الرَّاسِخِينَ وَاُسْوَةَ الْكُبَرَاءِ الْمَاجِدِينَ سُلَاَلَة النُّجَبَاءِ وَنَتِيجَةَ السُّعَدَاءِ الْكَرِيمِ اِبْنَ الْكرِيمِ مَوْلَانَا مُحَمَّدْ اَسْعَدَ لَا زَالَ نَائِلًا اِلَى مَأَرِبِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمُشَرِّفًا فيِ الدَّارَيْنِ بِالْخِلَعِ الْفَاخِرَةِ وَبَعْدُ فَقَدْ وَصَلَتْ الوُكَتُكُمُ الدَّالَّةُ عَلَى كَمَالِ الْوَدَادِ وَغَايَةِ التَّلَطُّفِ وَالاِتِّحَادِ وَحَاوِيَةٌ عَلَى وُفُورِ الشَّوْقِ اِلَى الاَحِبَّاءِ الْمَهْجُورِينَ مِنْ شَرَفِ لِقَائِكُمْ وَاْلُفَقرَاءِ السَّائِلِينَ مِنَ اللهِ طُوْلَ بَقَائِكُمْ نَرْجُو مِنَ اللهِ جَلَّ شَأْنُهُ وَعَزَّ بُرْهَانُهُ حِمَايَتَكُمْ فيِ كَنَفِ اِمْدَادِ السَّادَاتِ النَّقْشِبَنْدِيَّةِ بَلِ الْمَأْمُولُ اَنْ يَحْشُرَكُمْ فيِ زُمْرَةِ تِلْكَ الطَّائِفَةِ الْعَلِيَّةِ قَدَّسَنَا اللهُ بِسِرِّهِمْ وَاَفَاضَ عَلَيْنَا مِنْ بِرِّهِمْ.

تَمَّتْ كِتَابَةُ (رِسَاَلةِ الرَّابِطَةِ) لِمَوْلانَا قُطْبِ الْعَارِفِينَ سَنَدِ الْمِلَّةِ وَالدِّينِ بُرْهَانِ الْحَقِيَقةِ وَالْيَقِينِ حُجَّةِ الْوَاصِلِينَ جَامِعِ الْكَمَالَاتِ الصُّورِيَّةِ وَالْمَعْنَوِيَّةِ صَاحِبِ الاَنْفَاسِ الْقُدْسِيَّةِ مُرَبِّي السَّالِكِينَ وَمُرْشِدِ النَّاسِكِينَ بَحْرِ الْعُلُوْمِ عَلاَّمَةِ الْمَنْطُوقِ وَالْمَفْهُومِ حُجَّةِ الاِسْلَامِ ذِي الْجَنَاحَيْنِ حَضْرَةِ ضِيَاءِ الدِّينِ خَالِدٍ الْعُثْمَانيِ الْعِرَاقِي الشَّهْرَزُورِي قَدَّسَ اللهُ تَعَالَى سِرَّهُ وَاَفَاضَ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ اَنْفَاسِهِ الْقُدْسِيَّةِ عَلَى يَدِ احْقَرِ اْلعِبَادِ الرَّاجِي عَفْوَ رَبِّهِ يَوْمَ التَّنَادِ الْمُعْتَرِفِ بِالْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ مِنَ الْمُتَقَاعِدِينَ اْلعَسْكرِيَّيِن وَمُعَلِّمِي الْكِيمْيَاءِ حُسَيْنْ حِلْمِي عِشِقْ الصَّيْدَلَانيِ الْكيِمْيَائِي بِنْ سَعِيدٍ الاِسْتَانْبُوليِ فيِ وِلَايَةِ اِسْتَانْبُول مَحَلَّةِ الشَّيْخْ رَسْمِي بِشَارِعِ مُسْتَقِيمْ زَادَه فيِ نَاحِيَةِ فَاتِحْ فيِ سَنَةِ اِثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثُمِاَئةٍ وَاَلْفٍ مِنْ هِجْرَةِ مَنْ لَهُ الْعِزُّ وَالسَّعَادَةُ وَالشَّرَفُ وَمِنْ تَلاَمِيذِ خَاتِمِ الْمُحَقِّقِينَ وَمُجَدِّدِ عَصْرِهِ وَعَلاَّمَةِ دَهْرِهِ السَّيِّدْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ مُصْطَفَى الأرْوَاسِي الْوَانيِ قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ الْعَاليِ.

حَضَرْتُ مَوْلَانَا خَالِدُ اِبْنٌ أَحْمَدُ بِنْ حَسَنٌ العُثْمَانِيُّ لِأَنَّهُ يَتَّصِلُ نَسَبُهُ إِلَى ذِي النُّورَيْنِ عُثمَانُ بِنْ عَفَّانُ، وُلِدَ سَنَةَ 1193 هِجْرِيٌّ وَ 1179 مِيلَادِيٌّ بِقَصَبَةِ سُلَيْمَانِيَّة وَهِيَ قَرِيبٌ بِشَهْر بَغْدَاد، اِجْتَمَعَ فِي المَدِينَة المُنَوَّرَةِ بِرَجُلٍ عَالِمٍ يَمَنِي فَنَصَحَهُ بِنَصَائِحَ، مِنْهَا لَا تُبَادِرُ بِالإِنْكَارِ عَلَى مَا تَرَى فِي مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ. قَال قُدِّسَ سِرُّهُ : فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ الكَعْبَة الشَرِيفَةَ أَقْرَأُ الدَّلَائِلَ، إِذًا رَجُلٌ ذُو لِحْيَةٍ سَوْدَاءَ عَلَيْهِ زَيّ العَوَام قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الشاذروان، وَوَجْهُهُ إِلَيَّ، فَحَدَّثَنِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَا يَتَأَدَّبُ مَعَ الكَعْبَةِ. فَقَالَ لِي يَا هَذَا مَا عَرَفْتَ أَنَّ حُرْمَةَ المُؤْمِنِ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ الكَعْبَةِ، فَلِمَاذَا تَعْتَرِضُ عَلَى مَا سَمِعْتَ نَصِيحَةَ مَنْ فِي المَدِينَةِ، فَلَمْ أَشُكَّ أَنَّهُ مِنْ أَكَابِرِ الأَوْلِيَاءِ فَاِنْكَبَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ، وَطَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يُرْشِدَنِي إِلَى الحَقِّ. فَقَالَ فَتُوْحُكَ لَا يَكُوْنُ فِي هَذِهِ الدِّيَارِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدِّيَارِ الهِنْدِيَّةِ، وَسَتَأْتِيكَ إِشَارَةٌ مِنْ هُنَاكَ. ثُمَّ رَحَلَ عَنْ طَرِيقِ الشَّامِ حَتَّى وَصَلَ وَطَنَهُ إِلَى أَنْ أَتَى السّلَيْمانِيَّةُ رَجُلٌ هِنْدِيٌّ فَاِجْتَمَعَ بِهِ وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ شَيْخِهِ إِشَارَةً بِوُصُولِ مِثْلِهِ هُنَاكَ إِلَى المُرَادِ وَشَوْقِهِ لِلمُهَاجَرَةِ إِلَى جِهَان آبَاد. فَرَحَلَ سَنَةَ 1224، فَبِوُصُولِهِ تَجَرُّدَ عَمَّا عِنْدَهُ وَأَنْفَقَهُ عَلَى الفُقَرَاءِ، وَأَخَذَ الطَّرِيقَةَ النَّقْشَبَنْدِيَّةَ مِنْ حَضْرَةِ شَيْخِهِ الَّذِي رَآهُ عِنْدَ الكَعْبَةِ عَبْدُ الله الدهلوي قُدِّسَ سِرَّهُ فَلَمْ يَمْضِ عَلَيْهِ نَحْوَ خَمْسَةِ أَشْهُرٍ حَتَّى صَارَ مِنْ أَهْلِ الحُضُورِ وَالمُشَاهَدَةِ.

مقالات ذات صلة مفيدة