الجمعة، 22 نوفمبر 2024

صلاة التراويح

لما كان العمل الواقع فى رمضان أ كثر ثوابا منه فى غير رمضان رغّب الشارع فى قيامه.

ففى الموطأ من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ ايمانَا وَاحْتِسَابًا غُفرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) وفى رواية (وَمَا تَأْخَّرَ) رواه البخارى ومسلم وغيرهما . يعني أن من قام الى الصلاة فى ليالى رمضان تصديقا بحقّية القيام وسنّيته وطلبا لرضا الله تعالى وثوابه لا خوفا من مذمة الناس ولا استحياء منهم يغفر له ذنوبه المتقدمة والمتأخرة . وقال (إِنَّ اللهَ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيَمانَا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدتْهُ أُمَّهُ) رواه النسانى. والمراد بقيام رمضان (صلاة التراويح) وهى من أعلام الدين الظاهرة وسميت بذلك لان الصحابة كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات منها بمقدار أربع ركمات وذلك لطول قراءتهم فى قيامهم وهي عشرون ركعة بعشر تسليمات بعد صلاة العشاء وينوى المصلى فى كل ركعتين فيقول بقلبه أصلى ركعتين من التراويح المسنونة أو من قيام رمضان .

ويسن أن تكون جماعة سواء كان فى البيوت أو في المساجد فان خالف وصلى منفرداً جاز . روى البخارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من رمضان فصلى فى المسجد و صلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج عليه الصلاة والسلام لصلاة الصبح. فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم قال قد رأيت الذى صنعتم ولكنى خشيت أن تفرض عليكم . وفى رواية صلى بهم ليلتين ثم قام الناس فرادى فمنهم فى البيوت ومنهم فى المسجد فتوفي صلى الله عليه وسلم والناس على ذلك.

وفى خلافة أبى بكرو صدر خلافة سيدنا عمر كذلك ثم جمع عمر الرجال على أبيّ بن كعب والنساء على سليمان بن أبى حثمة واستحسنه الصحابة حتى قال عثمان فى خلافته فى شأن التراويح نوّر الله قبر عمر كما نور مساجدنا. وفى الحديث ( فَعَلَيْكُمْ بِسنتِي وَسَنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمهدِيِينَ مِنْ بَعْدِى عَضُوا عَلَيْهَا بِالنَواجِذِ) رواه أبو داود والترمذى وغيرهما . ولا شك أن عمر من أفضلهم بل ورد التصريح باسمه ففى الحديث (اقْتَدُوا بِلذَيْنِ منْ بَعْدِى أبِى بَكْرٍ وَ عُمَرَ) رواه أحمد والترمذى وابن ماجه بل روى أبو نعيم أنه صلى الله عليه وسلم قال (سَتحدُثُ بَعْدِى أشْيَاء فَأَحَبُّهَا إِلَىَّ أنْ تَلزمَ مَا أَحْدَثَ عمَرُ) ففعلها فى المسجد جماعة أفضل .

وتسن الجماعة في الوتر بعد صلاة التراويح. وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة وأدنى الكال ثلاث ركعات عند الشافعى وأحمد، وقال أبو حنيفة الوتر ثلاث ركات لايزيد عليها ولا ينقص منها. وقال مالك الوتر ركعة قبلها شفع ولا حد لما قبلها من الشفع وأقله ركعتان . ولو اقتصر على ثلاث ركعات ففصلُ الشّفْع عن ركعة الوتر بسلام أفضلُ عند الثلاثة .

وقال أبو حنيفة لا يفصل بينهما . واذا اقتدى مالكى أو حنبلى فى الوتر بحنفى تابعه وان لم يعلم ابتداء ينوى بالركعة الاخيرة الوتر قلبا وهو أولى من المفارقة أما لو اقتدى شافعى بحنفى فيه فان كان قد نوى ثلاثا تابعه وان كان قد نوى ركعتين سلم عند قيام امامه للثالثة وأحرم ناويا ركعة الوتر ان شاء منفردا أومقتديا به.

ولو اقتدى حنفى بشافعى أو مالكى أو حبلى فى الوتر فان وصله امامه صح اقتداؤه وان فصل الامام بين الشفع والوتر بسلام فلا يصح اقتداؤه حينئذ وقيل يصح و يصلى معه بقية الوتر ولا يضر سلام الامام على هذا . واتفقوا على أن القنوت مطلوب فقال أبو حنيفة واجب وقال صاحباه والائمة الثلاثة مستحب ثم قال أبو حنيفة وأحمد القنوت فى الوتر من كل ليلة لا فى غيره، وقال مالك فى الصبح خاصة وقال الشافعى فى الصبح والوتر فى النصف الأخير من رمضان .

واتفق مالك وأبو حنيفة على أنه بعد تمام القراءة قبل الركوع وقال الشافعي وأحمد بعد الركوع ، و يرفع يديه فى القنوت كله عند الشافعى و أحمد و عند أبى حنيفة يرفع عند تكبيرة القنوت فقط . وقال مالك لايرفع ، ومن اقتدى بمن يقنت فى الصبح يتابعه عند مالك وأحمد وقال أبو حنيفة لا يتابعه وانما يقف سا كتا وقال أبو يوسف اذا قنت الامام فاقنت معه .

مقالات ذات صلة مفيدة