الخميس، 21 نوفمبر 2024

الاكثار من صوم التطوع

يستحب الاكثار من صوم التطوع باتفاق الأئمة الأربعة لما فى الصحيحين (من صام يوما فى سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا) أى عاما، والمراد بسبيل الله طاعة الله .

ويتأكد من ذلك صوم الاثنين والخميس لأنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صومهما، وقال (تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِهِمَا فَأُحِبُّ أنْ يُعْرَضَ عَمَلِي فِيهِمَا وَأْنَا صَائِمٌ) رواه الترمذى وغيره، يعنى أن الاعمال الحاصلة في الاسبوع تعرض فى هذين اليومين على الله تعالى.

و قيل يعرضها الحفظة بعضهم على بعض فما كان من خير أو شر أثبتوه وما كان من مباح أزالوه (وأنا صائم) أى قريب من زمن الصوم لأن العرض بعد الغروب، وكما تعرض أعمال الاسبوع تعرض أعمال اليوم والليلة فى كل يوم وليلة وتعرض أيضا أعمال العام ليلة القدر وليلة النصف من شعبان . ومن فوائد هذا العرض وتكريره اظهار شرف المجتهدين فى الطاعات وخسة أهل الكسل والانهماك فى الشهوات .

و اتفقوا على أن صوم يوم عرفة لغير الحاج يستحب أما الحاج فصومه له خلاف الاولى عند الثلاثة . وقال أبو حنيفة يندب له أيضا مالم يضعفه عن القيام بمناسك هذا اليوم. سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمٍ يَوْمٍ عَرَفَةٌ فَقَالَ (يَكَفِّرُ السّنةَ المَاضِيَةَ وَاْلمُسْتَقْبَلَةَ) .

واتفقوا على أنه يندب صوم تاسوعاء وهو تاسع المحرم وعاشوراء وهو عاشره . فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم عاشوراء فقال ( يُكَفّرُ السَّنةَ الْمَاضِيَةَ) وقال (لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَّصُومَنَّ التّاسِعَ) فمات من عامه رواهما مسلم. وانما زاد يوم عرفة فى الفضل على عاشوراء لانه من خواص الامة المحمدية بخلاف عاشوراء فانه مشترك بيننا وبين أمة سيدنا موسى . ولا يكره افراد عاشوراء بالصوم عند الثلاثة . وقال أبو حنيفة يكره تنزيهاً لما فيه من التشبه بأهل الكتاب .

ويستحب باتفاق الأربعة صوم يوم وفطر يوم لقوله صلى الله عليه وسلم (أَحَبُّ الْصِيَامِ إِلَى اللهِ صِيامُ دَاوُدَ وَأَحَبُّ الَصَّلاَةِ إِلَى اللهِ صَلاَةُ دَاوُدَ كَانَ يَنَامُ نِصْفَهُ (أى الليل) وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَةٌ وَكَانَ يُفْطِرُ يَوْمًاً وَيَصُومُ يَوْمً) رواه أبو داود وغيره . وكذلك صوم يوم وفطر يومين لامره صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص بذلك كما فى رواية الشيخين.

و اتفقوا على أنه يندب صوم ستة أيام من شوال لخبر مسلم (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِست مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) والسنة تحصل بصومها ولو متفرقة لكن وصلها بيوم العيد وتابعها أفضل عند الثلاثة. وقال مالك يكره وصلها بيوم العيد لمن يقتدى به ان كان مظهرا لها والا فلا كراهة .

واتفقوا على أنه يستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فعن أبى الدرداء رضى الله عنه قال (أوْصَنِي حَبِيِبي بِثَلَاثٍ لَنْ أَدَعَهُنَّ مَاعِشْتُ بصِيَامٍ تَلاَثَةٍ أَيَّامٍ مِنْ كُل شَهْر وَصَلَاة الضُّحَى وَبِأنْ لاَ أْنَامَ حَتي أُوْتِرَ) رواه مسلم وروى الشيخان والنسائى عن أبى هريرة نحوه. وكونها أيام الیالی البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر مستحب عند الثلاثة. وقال مالك يكره ذلك،

واتفقوا على أنه يستحب صوم الأشهر الحرم ذى القَعدة وذى الحجة خصوصا التسع الأول منه والمحرم لاسيما العشر الأول منه ورجب، قال أحمد يكره افراده بالصوم مالم يفطر منه والا فلا كراهة . ويستحب عند الاربعة صوم شعبان خصوصا يوم النصف منه. فعن أسامة بن زيد قال قلت يارسول الله لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِن شَهر مِنَ الشهورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قالَ (ذَاكَ شَيْرٌ تَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَ رَمَضَانَ وَهُوَ شَهَرْ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ وَاُحِبُّ أُنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأْنَا صَائم) رواه النسائى

مقالات ذات صلة مفيدة